تاريخ بناء الطرق
من الممرات الترابية إلى الطرق الخرسانية متعددة الحارات
عرفت الطرق التي نسير عليها تطورا ملحوظا ومهما , سهلت على البشر عملية التنقل والسفر والحركة , بدءا بالممرات الترابية والطرق الحجرية، وانتهاءا بالطرق المعبدة الإسفلتية، والطرق الخرسانية متعددة الحارات , وقد تغيرت الطرق بتغير أعمال نقل الغذاء والسلع من أمكنة إلى أخرى، فظهرت طرق الحيوانات؛ إذ استُخْدِمَتِ الجمال والفيلة وسائلَ نقلٍ.
ومع اكتشاف العجلات والعربات بدأ التفكير في إنشاء الطرق، وأول من استخدم العربات قدماء المصريين. ومن أوائل الطرق التي أنشئت طريق كان يربط النيل بالأهرامات عام 3000ق.م، وكان البابليون أول من استعمل الإسفلت مادة من مواد الإنشاء على الطرق المقدسة، كما استخدمت الطرق المحسَّنة في بلاد ما بين النهرين عام 3000ق.م، ورُبِطَتْ إيطاليا بالدانمرك عام 2000 قبل الميلاد، وفيما بين عامي 1900ـ 300ق.م؛ أُنشِئَتْ أربع طرق للتجارة عُرِفَتْ بالطرق العنبرية Amber Roads. وأُنْشِئَتْ طريق الحرير الصيني The Chinese Silk Road عام 100ق.م فربطت روما القديمة بالصين. ومن أهم الطرق التي بناها الرومان طريق أبين Appian Way التي تعدّ الطريق الرئيسي لليونان.
كما عرفت الطرق في كل من المكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وإسبانيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر،تطورا مهما من حيث الإنشاء , وامتدت الطرق من المكسيك إلى كاليفورنيا.
وفي القرن الثامن عشر حدث تقدم مهم في تكنولوجيا الطرق، وقد قدم مهندسون كثر عدة وسائل محسَّنة لإنشاء الطرق وبنائها، كان منهم المهندس John McAdam الذي قدم طريقة mcadam، وذلك باستخدام الحجارة المكسرة المخلوطة ميكانيكياً والمرصوصة، حيث تُرش المواد البيتومينية على سطحها لربط الحصويات ببعضها.
John McAdam
وبعد الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918) أدت زيادة استخدام السيارات بسرعات عالية وحمولات ثقيلة إلى الحاجة لوجود طرق أفضل، وتم إنشاء شبكة من الطرق السريعة وتطويرها في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاسيما في عهد رئاسة روزفلت.
في نهاية الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) زاد الطلب على إنشاء طرق سريعة بأربع حارات مرور أوست. وتابع مهندسو الطرق أبحاثهم لتصميم الطرق الحديثة المتينة والاقتصادية الأكثر ربحاً وأماناً آخذين بالحسبان العوامل المؤثرة على تطور النقل الطرقي.