ماذا تعرف عن مهنة المراقب الجوي؟
المراقب الجوي هو عامل ببرج المراقبة، مهمته تنظيم وتسيير الحركة الجوية لضمان حسن سير الطائرات والحفاظ على أمنها، وأمن الموجودين داخلها، حيث يعمل بصمت وهدوء لتنظيم مساحة الفضاء الواسع من حوله، فهو يعتبره مملكته الخاصة التي تخضع للرؤية المتأنية والمدروسة بمهارة عالية من أجل السماح لسرب من الطائرات بالتنقل والحركة، والسير متجاورين أو متعامدين فيما بينهما مسافة قد تبعد بكثير أو تقترب بدرجة متقاربة بقليل دون أن تصطدم ببعضها.
فهو محور عملية النقل الجوي منذ بدء انطلاق الرحلة حتى هبوطها بسلام على أرض الوصول.
وهو شبكة التواصل مع كافة الخدمات المسخرة لسلامة الرحلة الجوية، والجميع يتطلع إلى تنفيذ توجيهاته وتعليماته دون أن يتدخل أحد في عمله.
إذ يعمل بشكل مستبعد ومنعزل عن الآخرين، من خلال شبكة مترابطة تعمل جميعها من أجل سلامة الرحلة، يتلقى معلومات فيها كل الدقة من كافة الجهات المتعاونة معه (مثل الأرصاد الجوية ووحدة معلومات الطيران، والخدمات الأرضية ) ليتولى متابعتها لضمان سلامة الرحلة الجوية.
وهو الجندي المجهول الذي يعمل من أجل سلامة الجميع دون أن يشعر به أحد، لذلك يعتبر قلب منظومة النقل الجوي لأنه يعمل بانتظام واستمرار، في وقت يستريح به الجميع. فما هي المهام الوظيفية للمراقب الجوي.
إن صناعة النقل الجوي تقوم على عمل المراقب الجوي لذلك يوصف المطار عادة20 بأنه عبارة عن مراقب جوي، حيث يقوم بمهامه لضمان العمليات الآمنة للطائرات التجارية والخاصة، وتنسيق تحركات الآلاف من الطائرات، والحفاظ عليها في مساحات آمنة وتوجيهها خلال عمليتي الإقلاع والهبوط، وضمان تدفق حركة المرور الجوية مع مراعاة عدم التأخير.
يُعدُّ مراقب الحركة الجوية أهم عنصر في وظيفة شديدة التعقيد، حيث ينطوي عمله على مجموعة معقدة من المهام التي تتطلب مستويات عالية من الخبرة والمعرفة، والتطبيق العملي لمهارات محددة تتعلق بالمجالات المعرفية مثل:
( الإدراك المكاني، ومعالجة المعلومات، والتفكير المنطقي، واتخاذ القرارات، والتواصل والعلاقات الإنسانية).
ويرى مجموعة من الباحثين الأمريكيين أن مهام مراقب الحركة الجوية هي (رصد الحالة الجوية، حل النزاعات على الطائرة، إدارة تسلسل الحركة الأرضية، تسيير رحلات الطيران والتخطيط لها، إدارة موارد القطاع التي تشمل /46/ نشاطاً فرعياً، و/348/ مهمة متميزة، منها السمات المعرفية والحسية اللازمة لمستويات الأداء العالمية في محطات العمل الرادارية والتي تشمل المسح المكاني وكشف الحركة والتعرف على الصورة والأنماط، وتحديد الأولويات والترشيح البصري واللفظي والترميزي، وفك التشفير، والاستدلال الاستقرائي والاستنتاجي. كل ذلك من خلال ذاكرة طويلة الأجل، والتفكير الرياضي الاحتمالي).
فمراقب الحركة الجوية يتعامل مع عدد من التعقيدات والمشكلات التي يتطلب منه حلها من خلال تجهيز معلومات الطيران باستمرار وتغيير أساليب التشغيل على وجه الخصوص والمحادثة والتنسيق مع المساعدين، والترقب وحل المشكلات عند ظهورها والتفاعل معها.
ويتم كل ذلك باستخدام وسائل التطبيق الدقيق والفعّال للقواعد والإجراءات التي تحتاج إلى تعديلات مرنة وفقاً لظروف مختلفة، وأحياناً يكون ذلك تحت ضغط عامل الوقت، كما تنطوي وظيفة المراقب الجوي على قدر كبير من المسؤولية، ليس فقط فيما يتعلق بالأرواح بل لارتفاع التكاليف الاقتصادية لأنشطة الطيران.
تضمنت الملاحق الصادرة عن منظمة الطيران العالمية (ACAO) المهام الرئيسية للمراقب الجوي التي تهدف إلى تحقيق قدر أعلى من سلامة الحركة الجوية.