تطوير النقل الحضري في 32 مدينة باستثمار 10 مليار درهم

أكد وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل في مجلس المستشارين أن المشاريع العمومية في قطاع النقل ستشهد تسارعًا في السنوات المقبلة بفضل المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس.

وخلال اجتماع المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتحضير الجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية في المجال السياحي، أوضح الوزير أن النموذج التنموي الجديد الذي قدم أمام الملك يتبنى خيارًا استراتيجيًا لزيادة القدرة التنافسية وتحقيق تحول إنتاجي يعزز مكانة المغرب كقطب إقليمي للاستثمارات.

وأشار إلى أن قطاع النقل واللوجستيك سيشهد على المدى المتوسط تنفيذ برنامج استثماري ضخم يهدف إلى تطوير منظومة شمولية ومستدامة للنقل الجماعي للأشخاص، لتلبية احتياجات التنقل على المستوى الوطني والدولي بأمان وجودة عالية.

كما ذكر الوزير توقيع اتفاقية إطار للشراكة في 2023 لتنفيذ خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة بميزانية تبلغ 6.1 مليار درهم للفترة 2023-2026، بهدف جذب حوالي 17.5 مليون سائح بحلول 2026.

وأضاف أن من بين الركائز الأساسية لهذه الخارطة مضاعفة سعة النقل الجوي، سواء من خلال تعزيز القدرة الاستيعابية للمطارات الوطنية أو الربط الجوي للمغرب مع مناطق العالم المختلفة، مشددًا على أن السياسة الحكومية تهدف إلى تحرير سوق النقل الجوي وتعزيز النقل الجوي الداخلي لتطوير السياحة وفك العزلة.

وفي هذا الإطار، أشار الوزير إلى توقيع عقد برنامج (2023-2037) بين الحكومة وشركة الخطوط الملكية المغربية في 11 يوليوز 2023، والذي يتضمن رفع مساهمة الدولة في رأسمال الشركة وتنفيذ برنامج استثماري كبير لمضاعفة أسطولها الجوي من 50 طائرة إلى 200 طائرة خلال 15 سنة القادمة، مما سيمكن الشركة من نقل أكثر من 32 مليون مسافر سنويًا إلى أكثر من 100 وجهة دولية جديدة.

وأكد الوزير أن هذا التوسع سيعزز شبكة الخطوط الملكية المغربية بفضل انتمائها لتحالف “وان وورلد”، مما سيمكن الشركة من الوصول إلى أكثر من 160 خطًا مباشرًا و900 مطار في أكثر من 170 بلدًا حول العالم.

كما أوضح أن الشركة ستعيد النظر في شبكة الخطوط الداخلية لتوفير ربط سلس بين الجهات، من خلال تطوير شبكة داخلية تربط المدن المغربية ببعضها مباشرة، بالإضافة إلى إنشاء قواعد جوية في ست مدن وتوسيع الشبكة لتشمل 46 خطًا و173 رحلة تناسب المدى القصير والمتوسط.

وأشار الوزير إلى إطلاق دراسة في 2023 لتطوير بنيات مطار الدار البيضاء محمد الخامس بهدف تزويده ببنيات حديثة عالية الأداء تتوافق مع المعايير الدولية، وتعزيز دوره كمحور جوي رئيسي في إفريقيا، ليصبح ضمن أفضل 100 مطار في العالم.

كما أكد على مواصلة المكتب الوطني للمطارات تحسين مطارات مراكش وأكادير وطنجة، وزيادة طاقتها الاستيعابية، بالإضافة إلى الانتهاء من محطة جوية جديدة في مطار الرباط سلا لاستقبال 4 ملايين مسافر، وتطوير مطاري تطوان سانية الرمل والحسيمة.

وفيما يتعلق بالمنظومة السككية، كشف الوزير عن خطط لتمديد شبكة الخط الفائق السرعة إلى مراكش وتطوير خدمة جديدة للنقل الحضري والجهوي عبر السكك الحديدية في جهات الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة ومراكش بن جرير. وأشار إلى أن المكتب الوطني للسكك الحديدية سيستثمر 16 مليار درهم لاقتناء 168 قطارًا لتأمين خدمات النقل المختلفة.

كما سيتابع المكتب الوطني للسكك الحديدية تنفيذ برنامجه لتأمين المدار السككي من خلال إزالة الممرات المستوية واستبدالها بمنشآت فنية وتجهيزات حديثة لضمان السلامة وتعزيز جودة النقل.