ندوة اللوجستيك الحضرية، استشراف الحلول رغم صعوبة المعادلة
نظمت الجمعية المغربية للوجستيك، بالتعاون مع المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، عصر اليوم بأحد مدرجات المعهد بالرباط ندوة حول موضوع: “اللوجستيك الحضرية بالمغرب، الحالة الراهنة واستشراف المستقبل”.
وشارك في الندوة التي سيرها عضو الجمعية الأستاذ أحمد لوكيلي، إلى جانب الخبير الفرنسي ميشيل سافي، كل من نزهة أتنى رئيسة قسم الدراسات الاستراتيجية والتتبع بالوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجستيكية، ورشيد طاهري رئيس المرصد المغربي للتنافسية اللوجستية.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب السيد مصطفى الخياط، رئيس الجمعية المغربية للوجسيك بالحضور المكون من فاعلين في المجال بالإضافة إلى طلبة المعهد من السلك العالي والدكتوراة، كما شكر المتدخلين لقبولهم الدعوة والمشاركة في الندوة.
وتناولت السيدة نزهة أتنى في عرضها ثلاثة محاور: الرهانات التي تمثلها اللوجستيك الحضرية من حيث القيمة الاقتصادية، وتدفق السير بالمدن، والتأثير البيئي. وتحدثت في المحور الثاني عن خصائص اللوجستيك الحضرية. وتطرقت في المحور الثالث إلى الرافعات التي من شأنها تحسين أداء اللوجستيك الحضرية. كما كشفت للحضور عن معطيات وأرقام وتوصيات أصدرتها الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجستيكية، إثر الدراسات التي أجرتها الوكالة في هذا المجال.
أما الخبير الفرنسي ميشيل سافي، فابتدأ عرضه بتوضيح مفهوم اللوجستيك الحضرية، التي قد يقصد بها كل التحركات والتدفقات ذات العلاقة بالمجال الحضري، أو يقتصر على ما يتعلق بتنقل البضائع داخل هذا المجال. ثم تطرق إلى صعوبة دراسة الموضوع باعتباره حديثا (أقل من 30 سنة)، والدراسات فيه نادرة، كما أنه يعرف تعقيدا وتنوعا كبيرا ناتجا عن تركيبة العناصر المتداخلة فيه، وتعدد الزوايا التي ينظر منها للموضوع بتعدد واختلاف مناطق العالم.
وبخصوص ما يحدث في المغرب، لاحظ الخبير أن هناك نمطان لوجستيان في الحواضر، واحد تقليدي يعتمده التجار الصغار ويسير وفق منظومات شعبية، ونمط لوجستي عصري يتطور بشكل ملحوظ. وتساءل إذا ما كان هذان النمطان متكاملين أم متصارعين.
وحول استشراف المستقبل قال السيد ميشيل سافي: “ليس هناك نموذج واحد يتبع، ولا طريق واحد”، بل على المغرب أن يأخذ بعين الاعتبار ثلاث عناصر: التوجهات العالمية في هذا المجال، وتطور العادات الاستهلاكية لسكان المدن المغربية ومراعاة الاستدامة.
وعاد في آخر عرضه ليجيب عن التساؤل حول مصير النمطين اللوجستيين التقليدي والعصري، مقترحا أن يتم إيجاد مجال مشترك للتقاطع بينهما والسير نحو نمط جديد بفضل الإبداع.
وكانت آخر مداخلة للسيد رشيد طاهري، الذي تحدث عن صعوبة حل معادلة اللوجستيك الحضرية لطبيعتها المعقدة ذات المتدخلين الكثر والمتغيرات المتعددة. فالمتدخلون الأساسيون هم المواطنون والمنتخبون والمهنيون في مجال النقل واللوجستيك، لكن تضاف إليهم أطراف أخرى كالمشرعين، والمسؤولين عن تهيئة العمران. وأما المتغيرات فهي جغرافية واقتصادية واجتماعية وسوسيولوجية متعلقة بعقليات السكان ومفاهيم المواطنة والمدنية لديهم. ويزيد الأمر تعقيدا تداخل الاختصاصات بين أصحاب القرار في البلديات ومختلف المجالس ذات العلاقة.
وتلت العروض مناقشة قيمة نتجت عن تنوع أسئلة الحضور التي كان المتدخلون يردون علبها تباعا والتعقيبات التي تنتج عنها.